الخميس، 24 أبريل 2014

 

تعتبر هذه الثغرة من أقوى التهديدات والتحديات لأمن المعلومات

خوادم الشركات في المملكة ما زالت معرضة لخطر «HeartBleed»

                                                                                                                                                   
              
Decrease font Enlarge font

كشف متخصصون في أمن المعلومات أن اجهزة الخوادم في المملكة ليست بعيدة عن خطر ثغرة "HeartBleed" التي تعتبر أخطر ثغرات نظام التشفير المفتوح المصدر "OpenSSL" الذي يقوم بتوفير الحماية والخصوصية والحماية الأمنية للمستخدمين. وأكدوا أنه بمجرد اتصال أي من المستخدمين بالانترنت فهذا يعني أنهم معرضون لخطر الاختراق، وعليه فيجب أخذ التدابير الاحتياطية لصد أي اختراق قد يصل اليهم عبر هذه الثغرة.
وقال عبدالله العياضي خبير امن المعلومات والمحاضر في الجامعة العربية المفتوحة: "الخوادم (السيرفرات) في المملكة مثلها كسائر المواقع الأخرى في العالم معرضة للخطر بسبب الثغرة الأمنية "HeartBleed"، حيث إن استخدام الانترنت يعني الاتصال بالعالم من حولنا متجاوزة حدود الزمان والمكان، فما دام المستخدم متصلا بشبكة الانترنت، فهو في الغالب ما يكون عرضة لأي ثغرة قد تصيب مرتادي هذه الشبكة على مستوى العالم، لذا يجب التنويه بأهمية نشر التوعية الأمنية لكافة شرائح المجتمع في المملكة من خلال وسائل الاعلام وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي حتى لا يقعوا ضحية عدم معرفتهم بأخطار مثل هذه الثغرات والحوادث الأمنية العديدة وطرق الحماية والحد منها".
وتابع: "تتشكل أخطار هذه الثغرة في تحرر سيل كبير من مكونات ومحتويات ذاكرة النظام من الخادم (السيرفر) الى المستخدم ومن المستخدم الى الخادم، وامكانية حصول المتطفلين وقراصنة الانترنت بدورهم على المفاتيح الرقمية  الخاصة (Secret/Private Key) بالخوادم، والتي تؤدي في نهاية المطاف الى افشاء العديد من البيانات والمعلومات السرية، وبدون أن تترك أي أثر للاختراق، كأسماء المستخدمين وكلمات المرور والرسائل الفورية والايميلات ومعلومات الاتصال والوثائق المالية والخاصة. حيث إن ما يميز هذه الثغرة عن غيرها من الثغرات هو تعريض كم هائل من المفاتيح السرية والمعلومات الحساسة المتعلقة بالمستخدمين على الانترنت مما يهدد معلوماتهم بالخطر".
وشدد على وجوب معرفة أرقام اصدارات نظام التشفير التي تعرضت للاختراق والتي تترتب على جميع المستخدمين فيما بعد، وأن يحذروا من التعامل مع تلك المواقع التي لم تقم بتحديث خوادمها للاصدار الآمن، فالاصدارات غير الآمنة لنظام التشفير المفتوح تبدأ من الاصدار "1.0.1 OpenSSL " الى الاصدار "1.0.1f  OpenSSL"، حيث قام خبراء فريق المشروع بالغاء جميع الشهادات الأمنية المتوافقة مع هذه الاصدارات تحسبا لأي هجوم قد يشنه الهاكرز، وكردة فعل سريعة وفورية لمعالجة هذه الثغرة، قاموا على مشروع تطوير نظام التشفير مفتوح المصدر "OpenSSL" باصدار النسخة المؤمنة "OpenSSL 1.0.1g" في تاريخ 7 أبريل.
وحول التدابير الاحترازية، قال العياضي: إن اهم التدابير للحد من خطر هذه الثغرة هو التأكد من رقم الاصدار الخاص بـ  OpenSSL وترقية النظام الى الاصدار الآمن، وعمل التحديثات الضرورية لأجهزة الكمبيوتر، وتغيير كلمة المرور بشكل دوري مع مراعاة تطبيق سياسة كلمة المرور لجعلها قوية وغير قابلة للتخمين أو السرقة وتشغيل الجداري الناري في الأجهزة دائما وتركيب برامج مكافحة الفيروسات والتجسس ومسح البيانات السرية والخاصة في الأجهزة كمعلومات البطاقة البنكية وكلمات المرور المحفوظة في المتصفحات وعدم افشاء كلمة السر لأي شخص أو كتابتها على ورقة وتركها معرضة للآخرين، بالاضافة الى عدم الضغط على أي اعلان غير موثوق فيه أو أي روابط مشبوهة تؤدي الى ما يسمى بالاصطياد الالكتروني.
وأشار الى أن جميع الأجهزة الذكية وأجهزة الاتصال الأخرى كالراوتر ليست في مأمن، فهي عرضة لهذه الثغرة بشكل مباشر عبر اتصالها بالانترنت، وغير مباشر عبر تلقي أحد التطبيقات المعرضة للاختراق الموجودة في جهاز الضحية اتصالا من أحد الخوادم التي يديرها المهاجمون مما ينتج عنه كشف البيانات الشخصية والمعلومات الحساسة الخاصة بالضحية.
ومن جانبه، قال فهد الحسين مستشار أمن المعلومات ومدير ادارة أمن المعلومات بمدينة الملك فهد الطبية: إن الأجهزة في المملكة معرضة لتهديد "HeartBleed" كما تشير الاحصائية السابقة التي عملت من قبل شركة (Boozallen) أن نسبة 30% من المستهلكين في المملكة تعرضوا السنة الماضية للهجمات الالكترونية. هذا ودائما تواجه المنظمات تهديدات أمن معلوماتية لطبيعة الحرب الالكترونية؛ لأن المخترقين يبحثون دائما عن سبل جديدة لاختراق الأنظمة والمنظمات تسعى لتطبيق أحدث الأساليب الرادعة، لذا لا نستطيع أن نقول إننا نستطيع الوصول الى نسبة أمان كاملة 100%.
وتابع: "بدأت ثغرة (HeartBleed) تقريبا في ديسمبر2011م وتم اكتشافها من قبل فريق أمن المعلومات التابع لقوقل وتزايد استغلال هذه الثغرة من المخترقين في مايو 2012م واستمر التزايد حتى هذه اللحظة بعد تأثر الشركات الكبرى مثل: انستقرام، قوقل، ياهو، جيميل، دروب بوكس أمازون وغيرها".
وعن آليات الحد من الثغرة قال الحسين: "يجب على المنظمات المستهدفة لثغرة "HeartBleed" القيام باختبار لاختراق أنظمتهم والتأكد من عدم امكانية تعرضهم لهذا التهديد، واذا تعرضت لها فيجب عليها تحديث الأنظمة بأحد البرمجيات واطلاق حملة توعوية للمستخدمين سواء عملاء أو موظفين بعدم استخدام أنظمتهم لحين الانتهاء من حل المشكلة التقنية، ومن جانب آخر على المستخدمين حينها تغيير كلمات المرور والحرص على تغييرها بأسرع وقت ممكن مع أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني لأي عمليات مشبوهة قد تحدث.
وحول الخطر المتوقع على الأجهزة الذكية أشار الى أنه لن يكون هناك تأثير على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على مستوى الأجهزة، ولكن التأثير الأكبر سيكون على بيانات المستخدمين المتواجدة في المواقع الالكترونية المستخدمة لبروتوكول OpenSSL.

الخطوط السعودية !

الخطوط السعودية.. تصنيفات غير معقولة

               
Decrease font Enlarge font
الخطوط السعودية.. تصنيفات غير معقولة
منذ أيام خلت قرأت خبراً عن الخطوط السعودية مفاده أنها فازت بترتيب متقدم في تصنيف معين، حيث سرني الخبر بحكم أمنياتنا للناقل الوطني بكل ازدهار وتفوق. ومن هذا المنطلق أثار فضولي ذلك الخبر للتعرف على انجازات أخرى والتي لم أعلم عنها، حيث إن واقع الحال للخطوط السعودية لا يتوافق مع أخبار هذه الانجازات والترتيبات المتقدمة وحصد الجوائز سواء من خبرتي وحكمي الشخصي على أداء هذه الشركة العملاقة أو من واقع ما اسمعه من غيري في محيطي وخارجه من تذمر وعدم رضا على ما تقدمه الخطوط السعودية من خدمة سواء في صناعة النقل الجوي ذاتها أو في نشاطاتها الاخرى المرتبطة بتلك الصناعة. ولكي لا يفوتني العلم بإنجازات الخطوط السعودية فقد عمدت إلى موقعها الالكتروني؛ لأتصفح ما هو موجود فيه عن تلك الجوائز الدالة على تميز الأداء وعلوّ كعبها في تنافسيتها مع شركات الخطوط الدولية الأخرى، حيث تفاجأت بكثرتها ولا أخفيكم سراً في عدم قناعتي بصحتها وذلك مرة أخرى من واقع مشاهداتي عن واقع هذه الخطوط ومقارنتها بالآخرين. وعلى أي حال كانت الترتيبات أو هذه الجوائز واستحقاق الخطوط السعودية لها من عدمه فانني على قناعة تامة من منظور مهني بعدم دلالة هذه الجوائز والتصنيفات على كفاءة الأداء وفاعلية الإنتاجية.
إن المؤشرات أو التصنيفات يراد من عملها التدليل على استحقاق التنافسية وكفاءة التشغيل للموجودات بشكل عام وكلِّي في أي نشاط اقتصادي. ولذا فالتصنيف القائم على معايير هامشية هو في الواقع استهلاك إعلامي لا أكثر ولا يخدم انتاجية المنشأة وكفاءة أدائها وكونه في صميم محور عملها. وهذا ما يذكرني بالسباق المحموم في أعوام خلت، والذي ولله الحمد قل كثيراً، في نشر تصنيفات غير منطقية ولا تحكي الواقع في عدد من قطاعات الاقتصاد المحلي سواء القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، مما أدخلنا في تنافس بيني في تلك القطاعات نحو تحقيق ترتيبات أعلى مقارنة بالآخرين في ذلك القطاع.  انما فقط لمجرد أن تكون تلك المنشأة الأبرز حتى ولو كانت المعايير التي بني عليها ذلك التصنيف عوامل هامشية ليست في صلب أعمالها.
إن الخطوط السعودية لن يزيد من كفاءة ادائها تصنيف شبه مختلق، بل هو ما يجب أن تترجمه القوائم المالية وفي النهاية ربحية الشركة مقارنة بما تمتلكه من موجودات خصوصاً أن لديها العديد من عوامل النجاح والتي من أبرزها شبه الاحتكار لصناعة النقل الجوي في الاقتصاد السعودي. ولسنا هنا في مجال مقارنة الخطوط السعودية مع شركات الطيران المحلية الناشئة حديثاً، إلا أن ما يرشح من أخبار عن هذه الشركات هو نجاح أكثر من الخطوط السعودية حتى وبدون ما يتهيأ لها من دعم كالسعودية. إذا فالسر في النجاح هو كفاءة الأداء وقياسه بمؤشرات مستقلة وواقعية وليس عبر التصنيفات القائمة في كثير من الأحيان على عوامل ليست مهمة بالقدر الذي يحكي واقع الإنتاجية.

الجمعة، 18 أبريل 2014



سابك تحل مشكلة السكن

 

عبدالله الجعيثن
    وقد يتساءل القارئ الكريم: ما علاقة سابك بالسكن ومشاكله التي أرَّقتنا وأزعجتنا؟.. والجواب أن كثيراً من دول العالم المتقدم تبني مساكن كثيرة جداً خاماتها الرئيسية من البلاستيك، لا من الأسمنت ولا من الحديد، فإن من (البلاستيك) ما هو أقوى من الحديد وأرخص سعراً وأسرع بناءً وأخف وزناً وأقل عيوباً بكثير، ومع أن الغرب فيه أعاصير هائلة وأمطار جارفة إلاّ أن المساكن المبنية من البلاستيك أكثر صبراً وصموداً فضلاً عن كونها أقل سعراً وأسرع بناءً بما لا يقاس، خاصة في المجمعات السكنية الكبيرة مثل مشاريع (وزارة الإسكان) فإذا اعتمد المشروع الذي يضم آلاف المساكن مخططاً موحداً لكل منزل فإن توفير وتركيب البلاستيك لا يستغرق إلاّ شهوراً أقل من أصابع اليد (في ألمانيا يتم بناء مساكن جميلة جيدة عازلة للحرارة والصوت في عشرين يوماً ومن البلاستيك ولا يوجد فيها عيوب)، وعندنا نستغرق سنوات في بناء منزل من صبات مسلحة هائلة، والمملكة -بفضل الله- ليست منطقة أعاصير هائلة ولا أمطار جارفة، ومع ذلك فمنازل البلاستيك أقل تضرراً من المسلح عند حدوث الأعاصير والأمطار، وهي أصلاً مسلحة لأن البلاستيك المقوى تصنع منه الآن الطائرات والسيارات وهو قابل للتشكيل بسهولة ولقوة التحمل بما يفوق الحديد، ويتم تشطيب المنازل المشيدة منه بشكل أسرع وأسهل وأجمل.. ولدينا (سابك) من أكبر منتجي البلاستيك في العالم ومنه ما يفوق الحديد صلابة، ومكونات المنازل الآن معظمها من البلاستيك فلم يتبق إلاّ الهيكل..
إنها فكرة نقدمها لوزارة الإسكان وللمطورين وهي كفيلة بالقضاء على مشكلة السكن ودعم سابك وأخواتها (زيتنا في دقيقنا).

النموذج العام للتصميم التعليمي ADDIE


الخميس، 17 أبريل 2014

ما هو فيروس كورونا الجديد؟


 
تشكل فيروسات (كورونا) فصيلاً كبيرًا يشمل فيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب متلازمة العدوى التنفسية الحادة (سارس). ومعظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، ومن أبرز أعراضه: ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، احتقان بالحلق، ورشح وسعال؛ حيث تستمر هذه الأعراض لمدة أيام ثم تختفي، إلا أن فيروس (كورونا) الذي ظهر مؤخرًا هو فيروس جديد لا يُعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله، وتعكف الوزارة مع منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حوله.
 
ما هي فترة الحضانة الخاصة بفيروس (كورونا) ؟
 
مدة الحضانة الخاصة بالفيروس غير معروفة؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس (كورونا) تقارب الأسبوع، وهي - في الغالب - لا تختلف عنها.
 


 

البنوك وخيرها المحدود.. لماذا؟

              
Decrease font Enlarge font
البنوك وخيرها المحدود.. لماذا؟
تعتبر البنوك السعودية من المنشآت الأساسية في بنية الاقتصاد والمرتكز الأهم في مصدر نموه وتنميته بما يلائم امكانات وحجم الاقتصاد الكلي، حيث يرجع ذلك إلى طبيعة دورها عادة مثلما تفرضه النظريات الاقتصادية الحديثة. ولقد واصلت البنوك السعودية منذ نشأتها القيام بدورها التنموي وتحسين أدائها حتى صار القطاع البنكي من أفضل قطاعات الاقتصاد في أعماله وكفاءته ومهنيته واحترافيته مقارنة بالقطاعات الأخرى، حيث يرجع السبب في ذلك إلى عدد من العوامل والتي من أهمها البيئة الاقتصادية الحمائية لها والرقابة الجيدة والتشريعية ونوعية كوادرها الذين يديرون تلك البنوك بالإضافة إلى الدور الحكومي المحوري سواء في الودائع أو من خلال البنك المركزي «مؤسسة النقد» في تعاملاتها المالية معها.
أدرك أن البنوك لا يجب أن تكون مؤسسات ضمان اجتماعي أو أن تفتح أبوابها على مصراعيها للإقراضولقد كتبت مراراً وغيري كذلك عن البنوك السعودية ودورها في المجتمع ومسؤولياتها الاجتماعية والمفترض رؤية نتاجها على أرض الواقع، حيث تتعالى هذه المناداة في كل وسائل الاعلام الاقتصادي مع اعلان النتائج والأرباح التي حققتها تلك البنوك كلما نشرت هذه الارقام الضخمة والتي كان من آخرها ما كتب أو قيل حين أعلنت البنوك السعودية نتائج الربع الأول 2014م، والتي اتسمت في غالبها بالارتفاع.
إنني أدرك أن البنوك لا يجب أن تكون مؤسسات ضمان اجتماعي، أو أن تفتح أبوابها على مصراعيها للإقراض مثلاً دون وجود ضمانات كافية لأن ذلك ليس من صالح الاقتصاد بشكل عام، حيث يعتبر انهيار أي بنك أو افلاسه منعطفا خطيرا جداً في هيكل الاقتصاد برمته، بل هو ضربة موجعة جداً في مفاصل الاقتصاد. وعلى النقيض أيضاً لا يجب أن نشاهد البنوك واقفة وقفة المتفرج على المشاكل الاقتصادية للمجتمع خصوصاً الطبقات الدنيا والوسطى؛ لكون من أوصلها إلى هذه الدرجات من الربحية هو حقوق هذه الطبقات. ولقد شدني حملة تسويقية لأحد البنوك حيث يعلن ذلك البنك عن قروض مكافأتها مع تنافسية الفائدة تذاكر سفر خارج السعودية. واستغرب كثيراً لماذا يشجع العامة على الاستهلاك والصرف على أشياء هامشية علماً بأن البنك وخصوصاً اداراته ومنفذي خططه الاستراتيجية أن الادخار أكثر، من العوامل الهامة لقوة وزيادة الناتج الاجمالي وليس بدغدغة مشاعر الناس على الاستهلاك خاصة لنشاطات غير مهمة في حياتهم. فليت البنك مثلاً سعى إلى توجيه أعماله ونشاطه إلى تحفيز نفسه والمجتمع إلى الاستفادة من تدني معدلات الفائدة؛ ليمتلكوا منازل مثلاً أو لشراء الاحتياجات الضرورية أو للمساهمة في التعليم ورفع مستوياته مثل انشاء جامعات أو معاهد أو مستشفيات وما إلى ذلك من البرامج الأكثر أهمية من السفر إلى خارج البلد بقروض.
إن على البنوك مسؤولية اجتماعية يجب على المشرِّع فرضها وليس طوعاً، والا فهذه الثروات التي تكونها البنوك ستظل في حسابات الخاصة وحكراً عليهم.

هل ترتبك عندما تلقي كلمة؟

               
Decrease font Enlarge font
هل ترتبك عندما تلقي كلمة؟
ما زلت أتذكر مدير مدرستنا الابتدائية صاحب الهيبة الكبيرة والشخصية القوية، كيف سقط من عيني وخفت هيبته عندما تكلم في الطابور الصباحي، وكان مرتبكاً وضعيفاً إلى حد مثير للشفقة والاستغراب، فقد كانت يداه المرتعشتان حديث الأطفال في حصتنا الأولى، وكنت أقول في نفسي: لماذا لا يتكلم بطلاقة وثقة كما يفعل مدرس القرآن؟.
«الإلقاء» هو فن مشافهة الجمهور، وفي حقيقته وجوهره هو تعبير عن الذات أمام الآخرين، ويهدف الملقي لإثارة إعجاب الجمهور لحديثه واستمالتهم له، وكذلك يريد التأثير عليهم وتغيير قناعتهم نحو شيء معين، أو إخبارهم بخبر قد لا يعرفونه، وما منا من أحد إلا ووجد نفسه مضطراً لمواجهة جمهور يحدقون أعينهم فيه ويسبرون ماذا يمكنه أن يقول.
"الإلقاء" هو فن مشافهة الجمهور، وفي حقيقته وجوهره هو تعبير عن الذات أمام الآخرين
وللذين يخشون أن يقابلوا الجمهور يمكنني أن أسليكم بأن أمير الشعراء أحمد شوقي لم يكن يتقن الحديث أمام الجمهور، وتشرشل لم يمنعه إخفاقه في الخطابة أن يكون قائدا عظيماً في بريطانيا، وقبلهما موسى - عليه السلام - الذي طلب من ربه الاستعانة بأخيه هارون؛ لأنه أفصح منه لساناً وغيرهم الكثير، ولكني أتذكر هنا الكلام المهم الذي قاله الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد: (لو رجعت إلى الجامعة مرة أخرى لركزت على أمرين: فن الكتابة وفن الخطابة، فلا شيء في الحياة أهم من القدرة على الاتصال بالآخرين)، وهذا كلام يستحق التوقف كثيراً لأن فورد وصل بعبارته لكبد الأهمية وهي "الاتصال بالآخرين"، ولذلك فلا مناص لنا من تعلم فنون الإلقاء، لأننا بأمس الحاجة للتواصل مع الآخرين، ووصل أول رجل أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لكرسي الرئاسة؛ لأنه كان خطيباً مفوهاً قادراً على الإبهار والإقناع، ولم يكن باراك أوباما يملك سلاحاً انتخابياً أقوى من قدرته على الخطابة في الجموع الأمريكية، وفي دراسة أمريكية أجراها العالم ديفيد والشنسكي كان "الحديث أمام الناس" هو رقم ١ في قائمة المخاوف العشر الكبرى في المجتمع الأمريكي، وقد يكون هؤلاء ينطبق عليهم كلام الخطيب المشهور زج زجلر: (سواء رضينا أم أبينا فإن الذين يحسنون الحديث أمام الناس يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء).
المتحدث الجيد من يضيف الجمال على المحتوى العادي، والمتحدث الرديء من يضيف البهاتة على المحتوى الجميل، ويقول خطيب الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد: (استمعت لكلمة للشيخ عبدالوهاب الطريري فبكيت منها، وطلبتها منه مكتوبة فلما قرأتها لم أجد ما أبكاني)!.
عندما تتحدث أمام الناس كن على طبيعتك ولا تقلد أحداً، فالمصداقية والعفوية تجعلك مقنعاً ومؤثراً كما كان الشيخ الطنطاوي - رحمه الله - يفعل، واحترم من تحدثهم بالإعداد الجيد، فالشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - كان يقول: (أحضر لكل درس أريد أن ألقيه)، والوضوح في العبارة أهم ميزة، فقد كانت عائشة - رضي الله عنها - تصف خطاب النبي - عليه السلام - بأنه فصلٌ، يفهمه كل أحد. حاول أن تحضر دورات فن الإلقاء، ولا يمنعك ما حدث لي عندما حاولت أن أحضر دورة في فن الإلقاء، ولكني صدمت عندما وجدت المدرب لا يجيد الإلقاء!!.

الاثنين، 7 أبريل 2014

مَنْ ينتفع بالقرآن ؟

مَنْ ينتفع بالقرآن ؟
عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

القرآن العظيم يكون هداية لأقوام وحُجَّة لهم، ويكون وبالاً وحسرة على آخرين وحُجَّة عليهم، ألم يقل الله تعالى عن القرآن: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدَىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى)، وقال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارَاً)، فالقرآن هداية وشفاء للمؤمنين به والمتبعين له، أما المعرضون عنه فبينهم وبين هدايته حجاب، (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابَاً مَسْتُورَاً . وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرَاً). وقال تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ).

فالقرآن هداية للمتقين المؤمنين، قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، وفي سورة النمل: (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ. هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)، وفي سورة لقمان: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ. هُدَىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).

وأما قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ)، ففي هذه الآية ذكر أنه هدى للناس عامة ولم يقل للمؤمنين، فالقرآن فيه هداية للناس وإرشاد لهم إلى سبيل الحق والخير، لكن لا ينتفع به إلا من آمن به واتبع هدايته.

فالقرآن تذكرة وعبرة لمن يخشى اللهَ والدارَ الآخرة، قال تعالى: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)، وقال تعالى: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى. إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى)، وقال سبحانه: (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ) أي إنما ينفع إنذارك من خشي الله تعالى.
قال تعالى: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيَّاً)، فلا ينتفع بالقرآن وإنذاره إلا مَنْ كان حيَّ القلب والبصيرة.

وبعد أن عرفتَ هذا، فاختر لنفسك أي الفريقين تريد أن تكون؟ فليس بينك وبين أن يكون القرآنُ هدايةً لك ورحمةً وشفاءً إلا أن تتدبر آياته وتعمل بها وتهتدي بهدي القرآن.
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.