الخميس، 24 أبريل 2014

الخطوط السعودية !

الخطوط السعودية.. تصنيفات غير معقولة

               
Decrease font Enlarge font
الخطوط السعودية.. تصنيفات غير معقولة
منذ أيام خلت قرأت خبراً عن الخطوط السعودية مفاده أنها فازت بترتيب متقدم في تصنيف معين، حيث سرني الخبر بحكم أمنياتنا للناقل الوطني بكل ازدهار وتفوق. ومن هذا المنطلق أثار فضولي ذلك الخبر للتعرف على انجازات أخرى والتي لم أعلم عنها، حيث إن واقع الحال للخطوط السعودية لا يتوافق مع أخبار هذه الانجازات والترتيبات المتقدمة وحصد الجوائز سواء من خبرتي وحكمي الشخصي على أداء هذه الشركة العملاقة أو من واقع ما اسمعه من غيري في محيطي وخارجه من تذمر وعدم رضا على ما تقدمه الخطوط السعودية من خدمة سواء في صناعة النقل الجوي ذاتها أو في نشاطاتها الاخرى المرتبطة بتلك الصناعة. ولكي لا يفوتني العلم بإنجازات الخطوط السعودية فقد عمدت إلى موقعها الالكتروني؛ لأتصفح ما هو موجود فيه عن تلك الجوائز الدالة على تميز الأداء وعلوّ كعبها في تنافسيتها مع شركات الخطوط الدولية الأخرى، حيث تفاجأت بكثرتها ولا أخفيكم سراً في عدم قناعتي بصحتها وذلك مرة أخرى من واقع مشاهداتي عن واقع هذه الخطوط ومقارنتها بالآخرين. وعلى أي حال كانت الترتيبات أو هذه الجوائز واستحقاق الخطوط السعودية لها من عدمه فانني على قناعة تامة من منظور مهني بعدم دلالة هذه الجوائز والتصنيفات على كفاءة الأداء وفاعلية الإنتاجية.
إن المؤشرات أو التصنيفات يراد من عملها التدليل على استحقاق التنافسية وكفاءة التشغيل للموجودات بشكل عام وكلِّي في أي نشاط اقتصادي. ولذا فالتصنيف القائم على معايير هامشية هو في الواقع استهلاك إعلامي لا أكثر ولا يخدم انتاجية المنشأة وكفاءة أدائها وكونه في صميم محور عملها. وهذا ما يذكرني بالسباق المحموم في أعوام خلت، والذي ولله الحمد قل كثيراً، في نشر تصنيفات غير منطقية ولا تحكي الواقع في عدد من قطاعات الاقتصاد المحلي سواء القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، مما أدخلنا في تنافس بيني في تلك القطاعات نحو تحقيق ترتيبات أعلى مقارنة بالآخرين في ذلك القطاع.  انما فقط لمجرد أن تكون تلك المنشأة الأبرز حتى ولو كانت المعايير التي بني عليها ذلك التصنيف عوامل هامشية ليست في صلب أعمالها.
إن الخطوط السعودية لن يزيد من كفاءة ادائها تصنيف شبه مختلق، بل هو ما يجب أن تترجمه القوائم المالية وفي النهاية ربحية الشركة مقارنة بما تمتلكه من موجودات خصوصاً أن لديها العديد من عوامل النجاح والتي من أبرزها شبه الاحتكار لصناعة النقل الجوي في الاقتصاد السعودي. ولسنا هنا في مجال مقارنة الخطوط السعودية مع شركات الطيران المحلية الناشئة حديثاً، إلا أن ما يرشح من أخبار عن هذه الشركات هو نجاح أكثر من الخطوط السعودية حتى وبدون ما يتهيأ لها من دعم كالسعودية. إذا فالسر في النجاح هو كفاءة الأداء وقياسه بمؤشرات مستقلة وواقعية وليس عبر التصنيفات القائمة في كثير من الأحيان على عوامل ليست مهمة بالقدر الذي يحكي واقع الإنتاجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق